في رحلة البحث عن مصادر الإلهام والشخصيات التي تركت بصمة واضحة في التاريخ، نصادف أقوالاً تحمل عمقًا فكريًا وفلسفيًا ملفتًا. من هذه الأقوال المعبرة قول “النهر يحفر مجراه”، الذي قاله الشهيد عبد الله الحامد، وهو شخصية بارزة استطاعت أن تحفر اسمها في الذاكرة العربية بجهودها الدؤوبة في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات المدنية.
من القائل “النهر يحفر مجراه”؟ تعريف بالشهيد عبد الله الحامد
حياة الشهيد عبد الله الحامد
ولد عبد الله الحامد في المملكة العربية السعودية وتوفي في أبريل 2020. كان أكاديميًا وناشطًا حقوقيًا، وقد عُرف بنشاطه الشجاع في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، مما جعله رمزًا للمقاومة السلمية ضد القمع. تعرض الحامد للسجن عدة مرات بسبب آرائه ونشاطه، ورغم ذلك استمر في نشاطه حتى وفاته.
معنى قول “النهر يحفر مجراه”
هذا القول يمثل رمزًا للمثابرة والعزيمة، حيث يُشير إلى أن كل فرد لديه القدرة على تغيير واقعه وتشكيل مصيره مثلما يفعل النهر عندما يحفر مجراه في الأرض. يتجلى في هذه المقولة الإيمان بالإصرار والصبر الذي يمكنه أن يغير الصعاب ويتغلب على المقاومات مهما بدت قوية أو صلبة.
تأثير عبد الله الحامد ومقولته
يُعد عبد الله الحامد من الشخصيات التي أثرت بشكل كبير في مجال حقوق الإنسان في السعودية والعالم العربي. من خلال نضاله، ترك الحامد إرثًا ثقافيًا وفكريًا يُحتذى به. قوله “النهر يحفر مجراه” يُستخدم كمثال في العديد من المنتديات والمحاضرات التي تتناول الكفاح من أجل الحقوق والحريات.
تُعتبر هذه المقولة وصاحبها رمزًا للنضال الدؤوب والإيمان الراسخ بالقيم الإنسانية، مما يجعل من دراسة حياته وأعماله مصدر إلهام دائم لكل من يؤمن بالحق والعدالة. يذكرنا عبد الله الحامد أن في الإمكان أن يكون كل منا كالنهر الذي لا يكل ولا يمل من حفر مجراه في الصخر، متحديًا كل العوائق بإصرار وعزم لا يفتر.
يشكل هذا النمط من الإصرار دعوة مستمرة للأجيال القادمة، لكي تعي أهمية الثبات على المبادئ والسعي نحو التغيير الإيجابي. لم يكن طريق عبد الله الحامد مفروشًا بالورود، بل كان محفوفًا بالتحديات والعقبات التي تتطلب شجاعة استثنائية لمواجهتها. لكن من خلال عزمه وإصراره، أصبح مثالاً يُحتذى به في النضال من أجل العدالة والكرامة الإنسانية.
تركز هذه المقولة على قوة الإرادة الفردية في تحدي الظروف القاسية وصنع التغيير المستدام. تذكرنا بأن العمل المستمر والمثابرة هما مفتاحا النجاح في أي مجال، خاصة في مجال الحقوق والحريات. يُظهر قول الحامد أنه بالرغم من كل الصعوبات، يمكن للإنسان أن يُحدث فرقًا كبيرًا إذا ما احتفظ بنظرة متفائلة وأصر على متابعة طموحاته.
التأثير الذي خلّفه الشهيد عبد الله الحامد يمتد إلى ما هو أبعد من حدود بلده، حيث ألهمت جهوده الكثيرين حول العالم ليتخذوا منه قدوة في النضال من أجل حقوقهم. إن مسيرته تُعلمنا أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الاستمرار في السعي نحو الأهداف، حتى في وجه أصعب التحديات.