أول فوز للمنتخب السعودي في كأس العالم كان في نسخة عام 1994، والتي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المشاركة كانت الأولى للمنتخب السعودي في تاريخ بطولات كأس العالم، وقد تمكنوا من تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل إلى دور الستة عشر في هذه النسخة
في صيف عام 1994، شهدت الولايات المتحدة الأمريكية حدثًا تاريخيًا في عالم كرة القدم، حيث كانت مسرحًا لواحدة من أبرز لحظات الكرة السعودية على الإطلاق. في تلك السنة، شارك المنتخب السعودي لأول مرة في نهائيات كأس العالم، محققًا إنجازًا غير مسبوق بالنسبة له ولكرة القدم في منطقة الخليج بأكملها. لم يكن هذا الظهور الأول مجرد مشاركة شكلية، بل كان بداية لمسيرة ملحمية انتهت بالفوز التاريخي الذي حققه الأخضر في مباراته ضد بلجيكا، مما مكّنه من التأهل إلى دور الستة عشر في البطولة.
هذا الفوز لم يكن اعتياديًا؛ إذ مثل تتويجًا لجهود جيل كامل من اللاعبين السعوديين الذين أظهروا إصرارًا وعزيمة لا تلين في سبيل تحقيق حلم بلادهم بالمشاركة في أكبر محفل كروي عالمي. كانت المباراة ضد بلجيكا، والتي انتهت بفوز السعودية بهدف مقابل لا شيء، بمثابة دليل قاطع على الروح القتالية والتكتيكية العالية التي يمتلكها الفريق.
سجل سعيد العويران، أحد أبرز نجوم المنتخب السعودي، الهدف الوحيد في المباراة، في لحظة أصبحت خالدة في ذاكرة كل متابع للكرة السعودية والعالمية. كان هدفه نتيجة مجهود فردي مذهل، حيث راوغ عدة لاعبين بلجيكيين قبل أن يضع الكرة في الشباك، مختتمًا جهده الرائع بتسجيل تاريخي لا يُنسى.
لم يكن تأهل المنتخب السعودي إلى دور الستة عشر مجرد إنجاز رياضي، بل كان أيضًا انتصارًا للروح الإنسانية والإصرار على تحقيق الأحلام مهما بدت صعبة. استطاع الأخضر أن يثبت للعالم بأسره أنه بالإمكان تخطي الحواجز والتغلب على التحديات مهما كانت كبيرة، وأن العزيمة والإرادة قادرتان على صنع المعجزات.
تذكرنا مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم 1994 بأهمية العمل الجاد من أجل تحقيق الأهداف. هذه اللحظة الفارقة في تاريخ الكرة السعودية لا تزال تلهم الأجيال الجديدة من اللاعبين والمشجعين على حد سواء، مؤكدة على أن الأحلام الكبيرة يمكن أن تصبح واقعًا ملموسًا عندما يسود الإصرار والتفاني.