صواب. الغلاف المائع، المعروف أيضاً بالغلاف الأسطيني أو الأستينوسفير، يقع فعلاً فوق الطبقة اللدنة من الستار الأرضي. هذه الطبقة تتميز بخصائصها شبه الصلبة، مما يسمح بحركة الصفائح التكتونية الموجودة فوقها. الغلاف المائع يلعب دوراً حاسماً في ديناميكية الأرض من خلال توفير الآلية للحركة التكتونية، الذي بدوره يؤثر على الزلازل، البراكين، وتكوين الجبال، فضلاً عن تشكيل قاع المحيطات والقارات. هذه الطبقة، بسبب خصائصها المادية، تعتبر أساسية لفهم العديد من العمليات الجيولوجية التي تشكل سطح الأرض.
في عمق الأرض، تحت القشرة الصلبة التي نقف عليها، يكمن الغلاف المائع – مفتاح لفهم ديناميكيات كوكبنا المتحركة. هذه الطبقة، المعروفة أيضًا بالغلاف الأسطيني، تمتد من حوالي 100 إلى 700 كيلومتر تحت سطح الأرض، وتلعب دورًا حاسمًا في تحرك الصفائح التكتونية فوقها.
الغلاف المائع أكثر سخونة وسيولة من الطبقة العليا، مما يجعله مثل طبقة تزييت تحت الصفائح الصخرية الضخمة للقشرة الأرضية. هذه الخصائص تسمح بحركة الصفائح التكتونية، والتي بدورها تؤدي إلى ظواهر مثل الزلازل والبراكين وتكوين الجبال.
واحدة من أكثر الخصائص المثيرة للاهتمام للغلاف المائع هي قدرته على التأثير على سرعة موجات الزلزال. تمر موجات الزلزال ببطء نسبيًا عبر الغلاف المائع مقارنة بالطبقات العلوية، مما يجعله ما يسمى بمنطقة السرعة المنخفضة. هذه الخاصية تساعد العلماء على تحديد خصائص الغلاف المائع وحدوده.
الغلاف المائع يُعتبر أيضًا المصدر الرئيسي للماغما التي تغذي البراكين وتكوين القشرة الأرضية الجديدة عند الحدود التكتونية، خاصة في مناطق الانتشار مثل الحدود الوسطية للمحيطات. عملية ذوبان الضغط تحدث عندما تتحرك صخور الغلاف المائع نحو السطح، مما يساهم في دورة الصخور على الأرض.
بالإضافة إلى دوره في حركة الصفائح التكتونية وتكوين الماغما، الغلاف المائع يحمل أسرارًا عميقة حول تاريخ الأرض وتطورها. تكشف دراسات الغلاف المائع عن تعقيدات داخلية للأرض وتساعد في فهم كيفية تفاعل الطبقات المختلفة للأرض مع بعضها البعض عبر الزمن.
الغلاف المائع ليس مجرد طبقة تحت الأرض؛ إنه محرك رئيسي للتغييرات الجيولوجية التي تشكل ملامح كوكبنا. من خلال فهم الغلاف المائع، نكتسب نظرة أعمق على العمليات التي تحدث في باطن الأرض والتفهم الغلاف المائع يتيح لنا فرصة لاستكشاف الديناميكيات العميقة التي تحرك الأرض وتشكل سطحها بطرق متنوعة ومعقدة. عبر دراسة هذه الطبقة الحيوية، نكتشف العمليات التي تسهم في تجديد القشرة الأرضية، وتكوين الماغما، والنشاط التكتوني الذي يؤدي إلى الزلازل والبراكين والتضاريس الجبلية. هذا الفهم لا يساعد فقط في تقدير العمليات الجيولوجية الحالية ولكنه يوفر أيضاً نظرة على التاريخ الجيولوجي للأرض وكيفية تطورها عبر الزمن.