من الناحية الدينية، يُنظر إلى إكرام الضيف على أنه خلقٌ محمودٌ ومحبذٌ في عدة تعاليم دينية، منها التعاليم الإسلامية التي تحث على الكرم والضيافة. ومع ذلك، يتضمن الجانب الديني أيضاً مبادئ تحذّر من الإسراف والتبذير. وفيما يلي توضيح لهذه النقطة:
- فضل الضيافة والكرم:
يُعتبر إكرام الضيف من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الدين الإسلامي وغيره من التعاليم الدينية. فالضيافة تُظهر الرحمة والكرم والإنسانية، وهي صفات محمودة يُثنى عليها في العديد من النصوص الدينية. - مبدأ الاعتدال وعدم الإسراف:
رغم أن الكرم فضلٌ ديني، إلا أن الدين الإسلامي على سبيل المثال يشدد على ضرورة الاعتدال في الإنفاق، ويحذر من الإسراف في المال. فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:”وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا” (الأعراف: 31)
وهو تأكيد على ضرورة السيطرة على النفقة وعدم المبالغة فيها. - تراكم الديون نتيجة للإفراط:
في حالة “المقنع الكندي”، فإن إكرامه المبالغ فيه لضيفه قد يكون مدفوعاً بالرغبة في تحقيق الثواب ومراعاة الفضائل الدينية، لكن مع تجاهل مبادئ الاعتدال وعدم الإسراف. هذا الإفراط أدى إلى تراكم الديون، مما يُظهر أن التطبيق العملي للفضائل الدينية يجب أن يكون مصحوباً بمراعاة الضوابط المالية والتوازن في الإنفاق.
بالتالي، يمكن القول إن السبب الديني وراء تراكم ديون المقنع الكندي نتيجة إكرامه لضيفه يكمن في تناقض بين الرغبة الدافعة للكرم (الذي هو فضل ديني) وبين تجاوز حدود الاعتدال في الإنفاق (الذي يتنافى مع نصوص التحذير من الإسراف في الدين).