نعم، من الممكن أن تتعرض مدارج المطارات للفيضان، وهذا يمثل تحديًا كبيرًا للسلامة والتشغيل في المطارات حول العالم. المدارج، كجزء حيوي من البنية التحتية للنقل الجوي، يجب أن تبقى جافة وآمنة لضمان الإقلاع والهبوط الآمن للطائرات.
المدارج قد تغمر بالمياه لعدة أسباب. أولاً، تقع بعض المطارات في مناطق منخفضة أو بالقرب من الأنهار والسواحل، مما يزيد من خطر تعرضها للفيضانات، خاصة خلال المواسم العاصفة أو عند ارتفاع منسوب المياه البحرية. ثانيًا، يمكن أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى تجاوز قدرة أنظمة الصرف في المطار، مما يؤدي إلى تجمع المياه على المدرج.
للتعامل مع هذا التحدي، تستخدم المطارات تقنيات متطورة لإدارة مياه الأمطار والفيضانات. على سبيل المثال، يتم تصميم أنظمة الصرف بطريقة تضمن سرعة تصريف المياه بعيدًا عن المناطق الحرجة مثل المدارج. كما يتم استخدام التقنيات الهندسية لرفع مستويات بعض المدارج أو بناء حواجز وقائية لحمايتها من المياه الزائدة.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم بعض المطارات بتطبيق ما يعرف بالبنية التحتية الخضراء، مثل الأسطح النباتية والحدائق المطيرة، التي تساعد على امتصاص مياه الأمطار وتقليل تدفقها نحو المناطق الحساسة مثل المدارج. هذه الاستراتيجيات ليست فعالة فحسب، بل تعزز أيضًا الاستدامة في تصميم وتشغيل المطارات.
الفيضانات تمثل خطرًا كبيرًا على المطارات، لكن بفضل التقدم التكنولوجي والهندسي، أصبح بالإمكان تقليل هذا الخطر وضمان تشغيل المطارات بأمان وكفاءة حتى في ظل الظروف الجوية الصعبة.
كما يتم الاستثمار في تطوير المواد والتقنيات الهندسية التي تعزز من قدرة المدارج على التحمل والمقاومة. على سبيل المثال، استخدام مواد بناء قادرة على سرعة تصريف المياه وتقليل تأثير التجمعات المائية. هذه المواد تساعد في الحفاظ على سطح المدرج جافًا وآمنًا حتى خلال العواصف الشديدة.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب فرق العمل في المطارات على سرعة الاستجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن الفيضانات، بما في ذلك كيفية إدارة التدفقات المرورية والطائرات خلال هذه الحالات. التدريب المستمر وورش العمل تعد جزءًا أساسيًا من الاستعدادات لضمان أن تكون كل الأطراف المعنية مستعدة للتعامل مع أي سيناريو محتمل.
يتم أخذ التغيرات المناخية في الاعتبار بشكل جدي خلال التخطيط والتصميم للبنية التحتية الجديدة أو المعدلة للمطارات. الفهم العميق لكيفية تأثير التغيرات المناخية على أنماط الطقس يسمح ببناء مطارات أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع المستقبل الذي قد يحمل ظروفًا جوية أكثر تطرفًا.
بهذه الطرق وغيرها، تعمل المطارات على تقليل مخاطر الفيضانات وضمان استمرارية عملياتها حتى في مواجهة تحديات الطقس الصعبة.