نعم، الخبز بدون سكر يتحول إلى سكريات في الجسم. يحتوي الخبز، حتى إذا لم يتم إضافة سكر إليه، على الكربوهيدرات التي تتحلل أثناء عملية الهضم إلى جلوكوز، وهو نوع من السكريات. هذه العملية ترفع مستويات السكر في الدم بشكل مشابه لتناول السكريات البسيطة.
تُعتبر الكربوهيدرات الموجودة في الخبز مصدرًا رئيسيًا للطاقة، حيث يُحلل الجسم هذه الكربوهيدرات إلى جلوكوز لتزويد الجسم بالطاقة. حتى الأنواع التي تُعتبر “بدون سكر” أو “صحية” قد تؤثر على مستويات السكر في الدم نظرًا لاحتوائها على كربوهيدرات، وخاصة إذا كانت مصنوعة من الحبوب المكررة التي ترفع المؤشر الجلايسيمي.
بناءً على ذلك، لا يُعتبر الخبز بدون سكر خيارًا مناسبًا لمن يحاولون تجنب ارتفاع مستويات السكر في الدم، وخاصة مرضى السكري أو الذين يعانون من مقاومة الإنسولين.
تأثير الكربوهيدرات في الخبز على الجسم
دور الكربوهيدرات في الجسم:
تُعتبر الكربوهيدرات مصدر الطاقة الأساسي للجسم، حيث يتم تحويلها إلى جلوكوز لتزويد الخلايا بالطاقة. تُخزن الكربوهيدرات الزائدة في الكبد والعضلات على شكل جليكوجين للاستخدام في أوقات الحاجة، ولكن عند تناول كميات كبيرة منها، وخاصة من الخبز، فإن الجسم قد لا يتمكن من استهلاكها بالكامل، مما يؤدي إلى تخزينها على شكل دهون. في حالة الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، يتم تحرير الجلوكوز ببطء أكبر مما يقلل من ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مفاجئ.
المؤشر الجلايسيمي:
المؤشر الجلايسيمي هو مقياس يُظهر مدى سرعة تحويل الكربوهيدرات في الطعام إلى جلوكوز في الدم. الخبز الأبيض المصنوع من الدقيق المكرر له مؤشر جلايسيمي مرتفع، مما يعني أنه يرفع مستويات السكر في الدم بسرعة أكبر مقارنةً بالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة. هذا الارتفاع السريع في مستويات السكر قد يكون ضارًا للأشخاص الذين يعانون من مقاومة الإنسولين أو مرض السكري.
مقاومة الإنسولين:
مقاومة الإنسولين هي حالة يصبح فيها الجسم أقل قدرة على استخدام الإنسولين لنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا، مما يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة يجب أن يكونوا حذرين بشأن تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، مثل الخبز، حتى لو كان “بدون سكر” مضاف، لأنه قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم.
أنواع الخبز وتأثيرها على مستويات السكر في الدم
الخبز الأبيض:
الخبز الأبيض مصنوع من الدقيق المكرر الذي تمت إزالة النخالة والجنين منه، مما يقلل من محتواه من الألياف والعناصر الغذائية. يحتوي هذا النوع من الخبز على نسبة عالية من الكربوهيدرات البسيطة، مما يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم.
الخبز الأسمر (الحبوب الكاملة):
الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة يحتوي على نسبة أعلى من الألياف مقارنةً بالخبز الأبيض، مما يساعد على تقليل ارتفاع السكر في الدم بعد الأكل. الألياف تُبطئ من عملية الهضم وامتصاص الجلوكوز، مما يجعل هذا النوع من الخبز خيارًا أفضل للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم.
الخبز الخالي من الجلوتين:
الخبز الخالي من الجلوتين يُصنع عادةً من دقيق الأرز أو البطاطس أو دقيق الذرة. ورغم أنه يُعتبر بديلاً للخبز التقليدي للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلوتين أو مرض السيلياك، إلا أن هذا النوع من الخبز قد يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات وقد يكون له تأثير مشابه على مستويات السكر في الدم كالخبز الأبيض.
كيفية اختيار الخبز المناسب:
التركيز على الألياف:
من الأفضل اختيار أنواع الخبز التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية، لأنها تساعد في إبطاء عملية الهضم وامتصاص الجلوكوز، مما يُحسن من التحكم في مستويات السكر في الدم.
التحقق من المؤشر الجلايسيمي:
يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في استجابة الجسم للسكر أن يختاروا الخبز ذي المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة أو الخبز المصنوع من الحبوب المدعمة بالبروتين.
الحذر من المكونات المضافة:
بعض أنواع الخبز التي تُباع على أنها “بدون سكر” قد تحتوي على مكونات أخرى مثل المحليات الصناعية أو الدهون المهدرجة التي قد تكون لها تأثيرات سلبية على الصحة. لذا، يجب قراءة الملصقات بعناية والتأكد من عدم وجود مكونات غير مرغوبة.
التأثيرات الصحية الأخرى للخبز:
التأثير على الوزن:
تناول كميات كبيرة من الخبز، وخاصة الأنواع المصنعة من الدقيق المكرر، قد يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب ارتفاع السعرات الحرارية. الأشخاص الذين يسعون لفقدان الوزن يجب أن يكونوا حذرين من تناول الخبز بشكل مفرط.
التأثير على صحة القلب:
الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة، مثل الخبز الأبيض، قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بسبب تأثيرها على مستويات الدهون الثلاثية في الدم وزيادة مقاومة الإنسولين.
التأثير على صحة الجهاز الهضمي:
الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة يُعتبر مفيدًا لصحة الجهاز الهضمي بسبب احتوائه على الألياف التي تساعد في تحسين حركة الأمعاء وتقليل خطر الإصابة بالإمساك.
كيفية تقليل تأثير الخبز على مستويات السكر في الدم:
تناول الخبز مع البروتين والدهون الصحية:
يمكن تقليل تأثير الكربوهيدرات في الخبز على مستويات السكر في الدم من خلال تناوله مع مصادر البروتين مثل البيض أو الزبادي، أو مع الدهون الصحية مثل الأفوكادو أو زيت الزيتون. هذا يُبطئ من عملية الهضم ويقلل من ارتفاع السكر في الدم.
اختيار أنواع الخبز منخفضة الكربوهيدرات:
هناك أنواع من الخبز منخفضة الكربوهيدرات متوفرة في الأسواق، تُصنع من مكونات مثل دقيق اللوز أو بذور الكتان. هذه الأنواع تحتوي على نسبة أقل من الكربوهيدرات وقد تكون خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يسعون للتحكم في مستويات السكر في الدم.
تناول كميات معتدلة:
حتى الأنواع الصحية من الخبز يجب تناولها بكميات معتدلة. الإفراط في تناول أي نوع من الخبز قد يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية وبالتالي زيادة الوزن وتأثيرات سلبية على مستويات السكر في الدم.
الخبز، حتى بدون إضافة سكر، يحتوي على كربوهيدرات تتحلل إلى جلوكوز في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. هذا التأثير يعتمد على نوع الخبز وكميته. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في استجابة الجسم للسكر أو الذين يحاولون الحفاظ على مستويات مستقرة من السكر في الدم يجب أن يختاروا الأنواع الصحية مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، ويجب أن يتناولوا الخبز بكميات معتدلة ومع أطعمة أخرى تُبطئ من عملية الهضم.
المراجع:
- Mayo Clinic. النظام الغذائي للسُّكَّري: وضع خطة الأكل الصحي المناسبة لك.
- Mayo Clinic. التحكم في داء السكري: كيفية تأثير نمط الحياة والروتين اليومي في مستوى السكر في الدم.
- Mayo Clinic. النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات: هل يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن؟