ماهي أشهر الحرم

الأشهر الحرم هي فترات زمنية محددة في التقويم الهجري تحظى بحرمة خاصة ووقار كبير في الشريعة الإسلامية. تتألف الأشهر الحرم من أربعة أشهر

الأشهر الحرم هي فترات زمنية محددة في التقويم الهجري تحظى بحرمة خاصة ووقار كبير في الشريعة الإسلامية. تتألف الأشهر الحرم من أربعة أشهر، وهي: رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم. فشهر رجب هو الشهر المفرد من بين هذه الأشهر، بينما تأتي الأشهر الثلاثة الأخرى متتابعة.

تمت تسمية هذه الأشهر بالحرم نظراً للحرمة التي منحها الله تعالى لها، حيث حُرِّم فيها القتال بين الناس. يعزز هذا الفهم قول الله تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ” (التوبة: 36). كما قال تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ” (البقرة: 217).

تظهر هذه النصوص القرآنية أن الله قد حرم القتال في هذه الأشهر، وذلك من رحمته لعباده، ليتمكنوا من السفر بسلام وأمان، وكذلك للقيام بأداء مناسك الحج والعمرة بدون اضطرابات.

هناك اختلاف بين العلماء حول ما إذا كان حظر القتال في هذه الأشهر لا يزال ساريًا أو إذا كان قد نُسخ. الجمهور من العلماء يرون أن هذا الحظر قد نُسخ، بينما يرى البعض الآخر أن الحظر لا يزال قائمًا ولم يُنسخ. والقول الأخير يُعتبر الأظهر والأقوى من حيث الأدلة الشرعية.

الأشهر الحرم وأسماؤها

  • رجب: وهو الشهر السابع من السنة الهجرية. سمي رجبًا لتعظيمه وحرمة القتال فيه. ويقال إن العرب كانت تعظمه حتى قبل الإسلام.
  • ذو القعدة: وهو الشهر الحادي عشر من السنة الهجرية. سمي بهذا الاسم لأن العرب كانت تقعد فيه عن القتال استعدادًا لأداء مناسك الحج.
  • ذو الحجة: وهو الشهر الثاني عشر من السنة الهجرية، ويشمل موسم الحج وأيام التشريق التي تأتي بعد عيد الأضحى. يُعتبر من أعظم الأشهر عند المسلمين بسبب أداء مناسك الحج فيه.
  • المحرم: وهو الشهر الأول من السنة الهجرية. سمي بهذا الاسم لأن القتال كان محرمًا فيه. ويحتفل المسلمون في اليوم العاشر منه بيوم عاشوراء.

حديث عن الأشهر الحرم

الأشهر الحرم هي جزء مهم من التقويم الهجري، ولها مكانة خاصة في الشريعة الإسلامية. وفي هذا السياق، وردت أحاديث نبوية شريفة تبيّن فضل هذه الأشهر وأهميتها. من أبرز هذه الأحاديث:

عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان” (رواه البخاري ومسلم).

الحكمة من تحريم القتال في الأشهر الحرم

الهدف من تحريم القتال في هذه الأشهر هو توفير فترة زمنية يسود فيها السلام، مما يسمح للمسلمين بالتنقل بأمان لأداء مناسك الحج والعمرة، وكذلك لتأمين حياة الناس خلال هذه الفترات. تحريم القتال يعزز من احترام القيم الإنسانية والسماح بوجود فترة من السلام والترابط الاجتماعي.

اختلاف العلماء حول نسخ حرمة القتال

  • الرأي الأول: يرى جمهور العلماء أن تحريم القتال في الأشهر الحرم قد نُسخ بعد الغزوات الإسلامية التي أمر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم يعد التحريم ملزمًا كما كان في بداية الإسلام.
  • الرأي الثاني: يرى بعض العلماء أن حرمة القتال في الأشهر الحرم لا تزال قائمة ولم تُنسخ، مستندين إلى النصوص القرآنية التي لم ترد نصوص واضحة بنسخها.

أهمية الأشهر الحرم في الإسلام

  • القيم الروحية: تعتبر فترة الأشهر الحرم فرصة للمسلمين لتعزيز العلاقة مع الله، وزيادة العبادة والطاعات، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي.
  • القيم الاجتماعية: تشجع هذه الأشهر على نشر السلام والتسامح بين الناس، حيث تُعتبر فرصة لإصلاح العلاقات الاجتماعية والتخفيف من النزاعات.
  • القيم التاريخية: تحمل هذه الأشهر ذكريات مهمة في التاريخ الإسلامي، مثل الهجرة النبوية التي بدأت في شهر المحرم، وفتح مكة الذي وقع في شهر رمضان (والذي يأتي بعد شهر رجب)، وأحداث أخرى هامة.

تظل الأشهر الحرم جزءًا جوهريًا من الفقه الإسلامي والتقويم الهجري، وهي تعكس حرص الإسلام على توفير فترات زمنية ينعم فيها الناس بالسلام والأمان، مع تعزيز القيم الروحية والاجتماعية.

ما لا يجب فعله في الأشهر الحرم

الأشهر الحرم لها مكانة خاصة في الإسلام، وتحمل معها توجيهات وأحكامًا معينة يجب على المسلمين الالتزام بها. إليكم بعض الأمور التي لا يجب فعلها في هذه الأشهر، بناءً على النصوص الدينية والتوجيهات الإسلامية:

القتال والاعتداء

الأشهر الحرم تحرم القتال والاعتداء بين الناس، وهذا هو أحد الأهداف الرئيسية من تسميتها بالحرم. قال الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ” (البقرة: 217). وهذا يشير إلى أن الاعتداءات والقتال محظورة بشكل خاص في هذه الأشهر.

الظلم والعدوان

كما يحرم على المسلمين ممارسة الظلم والعدوان خلال هذه الأشهر، حيث قال الله تعالى: “فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ” (التوبة: 36). وهذا يشمل الظلم بكل أنواعه، سواء كان ذلك ظلمًا للأشخاص أو الحقوق أو الممتلكات.

انتهاك الحرمات

يحرم انتهاك الحرمات في هذه الأشهر سواء كانت حرمات متعلقة بالأماكن مثل الحرم المكي أو الحرم المدني، أو الحرمات الشخصية مثل الاعتداء على حقوق الآخرين أو الإساءة إليهم.

التحايل على الأحكام الشرعية

من الأمور التي يجب تجنبها أيضًا التحايل على الأحكام الشرعية ومحاولة الالتفاف على القوانين الدينية لتحقيق مصالح شخصية. الشريعة الإسلامية تدعو إلى الصدق والأمانة والالتزام بالأحكام دون تحايل أو خداع.

التهاون في أداء العبادات

رغم أن التهاون في أداء العبادات محرم في جميع الأوقات، إلا أن الالتزام بها في الأشهر الحرم يكون أكثر تأكيدًا. يتعين على المسلمين الاجتهاد في أداء الصلوات في أوقاتها، والصوم، والصدقة، وأداء مناسك الحج والعمرة.

الأشهر الحرم تمثل فرصة لتجديد الالتزام بالتوجيهات الدينية والتمسك بالقيم الإسلامية. يجب على المسلمين أن يستغلوا هذه الأشهر لتعزيز علاقتهم بالله، ولتحقيق السلام الاجتماعي، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يشوه قدسية هذه الفترات الزمنية. التحلي بالأخلاق الحميدة، والالتزام بالعبادات، والابتعاد عن الظلم والعدوان، هي من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في الأشهر الحرم لضمان الاستفادة الكاملة من بركاتها وروحانيتها.

يتضح لنا أهمية الأشهر الحرم في الشريعة الإسلامية ومكانتها العظيمة في تاريخ المسلمين. الأشهر الحرم، وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، تمثل فترات زمنية مقدسة تُحرم فيها القتال والظلم، وتُعزز فيها قيم السلام والرحمة بين الناس. هذه الأشهر ليست مجرد فترات زمنية عابرة، بل هي دعوة للمسلمين للتأمل والتقرب إلى الله، ولإعادة النظر في سلوكياتهم وأفعالهم.

ماهي الأشهر الحرم؟ سؤال قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين، والإجابة عليه ليست فقط في معرفة ترتيبها، ولكن في فهم الحكمة من تشريعها والتزام المسلمين بقيمها. الاشهر الحرم بالترتيب تبدأ بشهر رجب، ثم ذو القعدة، يليه ذو الحجة، وأخيراً محرم شهر كم؟ هو الشهر الأول من التقويم الهجري، مما يضفي عليه قدسية خاصة كبداية للسنة الهجرية الجديدة.