الباقيات الصالحات

الباقيات الصالحات هي مجموعة من الأذكار والأدعية التي لها مكانة كبيرة في الإسلام، إذ إنها تعزز من ارتباط المسلم بربه وتزيد من حسناته. تأتي هذه الأذكار في أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي القرآن الكريم، وتتميز بأنها قصيرة وسهلة الحفظ والتكرار، لكنها تحمل في طياتها معاني عظيمة وأجرًا كبيرًا.

تبدأ الباقيات الصالحات بذكر “سبحان الله”، وهو تسبيح لله وتنزيه له عن كل نقص وعيب. يعني التسبيح الاعتراف بكمال الله وجلاله، وقد جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ”.

ثم يأتي ذكر “الحمد لله”، وهو شكر الله على نعمه وآلائه، والاعتراف بفضله. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من قال “سبحان الله وبحمده” مائة مرة في اليوم، فإن ذلك يكفر عنه ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر. هذا الذكر يذكِّر المسلم بضرورة شكر الله في كل حين وعلى كل حال.

يأتي بعد ذلك ذكر “لا إله إلا الله”، وهو جوهر التوحيد، حيث يعترف المسلم بوحدانية الله وأنه لا شريك له في الملك ولا معبود بحق سواه. هذا الذكر يعد من أفضل الأذكار التي تؤكد عقيدة المسلم وتزيد من إيمانه.

“الله أكبر” هو الذكر الذي يعبر عن عظمة الله وكبريائه، وأنه أكبر من كل شيء في الوجود. يذكِّر المسلم بأن الله هو الأعظم والأعلى، ولا شيء يضاهيه في عظمته.

“لا حول ولا قوة إلا بالله” هو اعتراف بأن القوة والقدرة بيد الله وحده، وأن الإنسان لا يملك من أمره شيئًا إلا بما قدَّره الله له. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه العبارة هي كنز من كنوز الجنة.

“أستغفر الله” هو طلب المغفرة من الله عن الذنوب والخطايا. الاستغفار يعبر عن التوبة والعودة إلى الله، والاعتراف بتقصير الإنسان في حق ربه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له وإن كان فر من الزحف”.

بالإضافة إلى هذه الأذكار، هناك أيضًا الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تُعَدُّ من أفضل الأعمال. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلّى عليّ واحدة، صلى الله عليه عشراً”.

تتجلى أهمية الباقيات الصالحات في أنها تساعد المسلم على بناء علاقة قوية مع الله، وتزيد من حسناته، وتكفر عن سيئاته. هذه الأذكار تكون سببًا في نزول السكينة والطمأنينة على القلب، وتحقق البركة في الحياة الدنيا والآخرة.